تارك الصلاة
الصلاة
عدد القرائات: 5
المفتي: أ.د صلاح محمد ابو الحاج
تارخ النشر:

Monday, September 16, 2024

سؤال
ما هو حكم تارك الصلاة؟
جواب
أقول وبالله التوفيق: تارك الصلاة له حالان: إما أن يتركها جحوداً أو كسلاً:الأول: تارك الصلاة جحوداً وإنكاراً لها: فإنه يكفر؛ لأن الصلاة فرض ثبتت بدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة، ومن ينكر الفرض فهو كافر. الثاني: تارك الصلاة عمداً مجوناً وتكاسلاً: فإنه فاسق, ويحبس حتى يصلي؛ لأنه يحبس لحق العبد فحق الله أحق. وحجة ذلك: عن عبادة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن جاء بهن وقد أكملهن ولم ينتقصهن استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومَن جاء بهن وقد انتقصهن استخفافاً بحقهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء رحمه))، في صحيح ابن حبان 5: 23، والأحاديث المختارة 8: 365، وسنن أبي داود 2: 62، وسنن النسائي الكبرى 1: 142، والمجتبى 1: 230، وسنن ابن ماجة 1: 449، والموطأ 1: 123، وفي رواية: ((فمن لقيه بهن لم يضيع منهن شيئاً لقيه وله عنده عهد يدخله به الجنة، ومَن لقيه وقد انتقص منهن شيئاً استخفافاً بحقهن لقيه ولا عهد له إن شاء عذبه وإن شاء غفر له))، في مسند أحمد 5: 322، ومشكل الآثار 4: 194. وعن كعب بن عجرة الأنصاري رضي الله عنه قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد سبعة منا ثلاثة من عربنا وأربعة من موالينا، فقال: ما يجلسكم هنا؟ قلنا: الصلاة، قال: فنكت بأصبعه في الأرض، ثم نكس ساعة، ثم رفع إلينا رأسه، فقال: تدرون ما يقول ربكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: إنه يقول مَن صلى الصلاة لوقتها وأقام حدها كان له به على الله عهد إذا جاءه الجنة، ومَن لم يقم الصلاة لوقتها ولم يقم حدها لم يكن له به عندي عهد إن شئت أدخلته النار وإن شئت أدخلته الجنة)). في مشكل الآثار 4: 200، وسنن الدارمي 1: 303، ومسند عبد بن حميد 1: 145. قال الإمام الطحاوي في مشكل الآثار 4: 201: ((وفي حديثيهما جميعاً: وإن شاء أدخله الجنة، فكان في ذلك ما قد دلّ أنه لم يخرجه بذلك من الإسلام فيجعله مرتداً مشركاً; لأن الله جل جلاله لا يدخل الجنة من أشرك به؛ لقوله جل جلاله:(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) المائدة: 73، ولا يغفر له؛ لقوله جل جلاله: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) النساء: 48)). وهذا أولى بالقياس; لأن فرائض الله على عباده في أوقات خواص منها:الصلوات الخمس، ومنها: صيام شهر رمضان، ومن ترك صوم شهر رمضان متعمداً بغير جحد لفرضه عليه لا يكون بذلك كافراً ولا عن الإسلام مرتداً، فكان مثله تارك الصلاة حتى يخرج وقتها دون جحود لها وكفر بها، فلا يكون بذلك مرتداً ولا عن الإسلام خارجاً. ينظر: مشكل الآثار 4: 206، وتنوير الأبصار والدر المختار 1: 235، والله أعلم.