تأويل أحاديث كفر تارك الصلاة
شروط الصلاة
رقم الفتاوى: 9
عدد القرائات: 26
المفتي: المفتي الأستاذ الدكتور صلاح أبو الحاج
تارخ النشر:

Monday, September 16, 2024

سؤال
هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على كفر تارك الصلاة؟
جواب
عن جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))، في صحيح مسلم 1: 88، وسنن الترمدي 5: 13، وفي رواية: ((ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة))، في مسند أبي عوانة 1: 63، ومسند الشهاب 1: 181. وهذه الأحاديث لا تحمل على ظاهرها، وإنما يمكن تأويلها بما يلي: أولاً: إنها محمولة على التهويل والتعظيم لمكانة الصلاة، قال الإمام اللكنوي في نفع المفتي ص177: ((والأحاديث الدالة على كفر التارك محمولة على الزجر والتوبيخ)). ثانياً: إنها محمولة على معنى الكفر لغة، قال الإمام الطحاوي رحمه الله: ((إن الكفر المذكور في هذا الحديث خلاف الكفر بالله، وإنما هو عند أهل اللغة: أنه يغطي إيمان تارك الصلاة، ويغيبه حتى يصير غالباً عليه مغطياً له، ومن ذلك ...قول الله جل جلاله: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُه) الحديد: 20، يعني الزراع الذين يغيّبون ما يزرعون في الأرض لا الكفار بالله جل جلاله، ومن ذلك ما قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث كسوف الشمس: ((وأريت النار ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن، قيل: أيكفرن بالله عز وجل؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط ))، في صحيح مسلم 2: 626، وصحيح البخاري 1: 357، فسمّى ما يكون منهنّ مما يغطين به الإحسان كفراً، ومن ذلك ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))، في صحيح مسلم 1: 61، وصحيح البخاري 1: 27, ولم يكن ذلك على الكفر بالله عز وجل، ولكنه ما قد ركب إيمانه وغطاه من قبيح فعله ... والله أعلم حتى تصح هذه الآثار ولا تختلف)).